أسد الأطلس.. منْ يُصدّق من؟

 أسد الأطلس.. منْ يُصدّق من؟
آخر ساعة
الخميس 11 يناير 2024 - 13:54

بدأت الحكاية بصرخة فتاة تتألم في أعالي جبال الأطس.

لكن الألم لم يكن عاديا هذه المرة وسببه كان غريبا وغير معقول، ومفاد الصرخة كان: لقد عضّني أسد !

لكن الأسد انقرض من زمان يا ابنتي ولا يعقل أن يظهر هكذا فجأة كأنه كان محنّطا وعاد للحياة ليواصل مهمته في التهام الفرائس وعضّ البشر.

لكن الفتاة أصرت أنه أسد، ليؤكد كلامها شخص آخر قال إنه رآه رأي العين تحت ضوء كشاف يدوي.

وهكذا، تواترت الأقوال وانتشرت واتسعت، في قبيلة أيت بوخيو بجماعة سبت أيت رحو بإقليم خنيفرة وبغابات تيفوغالين وبوقشمير بمنطقة ولماس خصوصا، وأصبح وجود الأسد ضواحي خنيفرة حقيقةً شبه مؤكدة لا ينقصها سوى لحظة قنصه أو التقاط صورة له ربما.

وجاء فريق أمودو إلى عين المكان وسأل واستفسر واستسقصى، وكان جواب شهود العيان واحدا: نعم، إن ما رأيناه كان أسداً لا تخطئه العين.

ورغم أن إصابة الفتاة وجروحها تشير إلى أن الأمر يتعلق بالتأكيد بحيوان آخر (فالأسد يمزق اللحم تمزيقا، ولا يكتفي بعضة فقط)، لكنها بقيت مصرّة على أقوالها.

ثم إنه لا يوجد أسد، أو أي حيوان آخر، يبعث فجأة في مكان ما، لأنه كباقي الكائنات الحية، يحتاج أباً وأما وتناسلاً.

إن الحديث عن "أسد الأطلس" يعني أن هذا الأخير ظل يتزواج ويتناسل في المنطقة ويفترس الفرائس لعقود طويلة، دون أن ينتبه إلى وجوده أحد ! والمنطق يرفض هذا تماما.

الوكالة الوطنية للمياه والغابات، أيضا، أكدت، قبل يومين، أن فرضية وقوع هجمات أسد بمناطق خنيفرة وولماس "تبقى مستبعدة".

ربما تحفظت الوكالة على قول أنها "تبقى مستحيلة"، من باب ترك باب الممكن مفتوحاً، فربما يكون الأسد فعلا هرب من مكان، بطريقة ما، وحل بالمنطقة، ولو أن الدلائل كلها تقول عكس ذلك.

لكن، لو لم يكن الأمر صحيحاً، ما الذي حدث مع الشهود؟

هذه الحالة تكررت أكثر من مرة في الإشاعات، حيث يبدأ الأمر بكلمة هنا وجملة هناك، ثم تململ وضجيج وصخب، ثم يكتشف المرء أن الجميع رأى أو سمع من "مصدر موثوق" وجود تلك الإشاعة التي تصبح في حكم الحقيقة.

حدث في طنجة ذات مرة أن انتشر خبر شخص يلبس رداء امرأة منقّبة ويهاجم الناس بالسيف.

لم يعرف أحد من أطلق الخبر ولا كيف انتشر، لكن كان من السهل أن تلتقي العشرات ممن يؤكدون أنهم رأوه فعلا أو حتى تعرضوا لهجماته، أو أنهم سمعوها من أقرب الأقارب.

طبعا، اتضح في الأخير أن الأمر كان مجرد خيال وإشاعة. فماذا عن كل أولئك الشهود؟ ربما يكمن الجواب في كتاب "علم نفس الإشاعة" أو ربما لدى ساكنة أعالي الأطلس، بعد أيام قليلة.

فعلى رأي أبناء النيل: يا خبر النهار ده بفلوس.. بكرة يبقى ببلاش !